المهمة

في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديات كبيرة، شبكة الحوار هي حاضنة مدنية توفر مساحات آمنة للقادة المدنيين في في المنطقة لحوار مستمر ومنظم وبناء مبادرات تعاونية تضم أصحاب مصلحة متعددين، وهي مبادرة مشتركة بين مركز الشؤون الدوليةIstituto Affari Internazionali في روما ومنظمة PAX (وهي منظمة هولندية تعنى ببناء السلام). ومع تقلص المجال المدني في المنطقة، تسعى شبكة الحوار إلى إيجاد طرق مبتكرة لتمكين وتشجيع المواطنين على التعاون لمعالجة مشاكل اجتماعية ملحة.

ومن خلال الدعوة لتقديم مقترحات لـ “تحدي المواطن“، تدعو شبكة الحوار القادة المدنيين والمنظمات المدنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تقديم أفكارهم بشأن تحدٍّ محلي أو وطني يرغبون في التصدي له معاً، ثم تحدد الأفكار والشبكات الأجدر بالدعم.  وهي توفر لهذه المجموعات الصغيرة من القادة المدنيين الوقت والمكان لمناقشة التحدي المشترك، وتدعمهم ليقوموا بهيكلة وعقد سلسلة من الحوارات على امتداد عام كامل، حيث تنتقل هذه الحوارات بسرعة من تعريف المشكلة إلى تحديد استراتيجية للمشاركة في عمل جماعي للتصدي لها. وبمساعدة شبكة من الأشخاص البارزين والداعمين للمجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توفر شبكة الحوار لهذه المجموعات النصائح والخبرات والتواصلات التي قد تلزمهم لتنفيذ خطط العمل التعاونية التي يتفقون عليها.

إطار عام

إن المواطنين في بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا هم المورد الأثمن في هذه البلدان. وهذه البلدان، شأنها في ذلك شأن مناطق أخرى في العالم، تواجه تحديات هائلة – من الصراع بين الدول وداخلهاإلى انتشار الفساد وضعف الحوكمة وقلة الموارد وغير ذلك. وكما في مناطق أخرى من العالم، لا يمكن حل هذه المشاكل الصعبة عن طريق الحكومات وحدها، بل لا بد من مساعدة المواطنين ومشاركتهم بصورة منسقة.

تواجه بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، شأنها في ذلك شأن مناطق أخرى في العالم، تحديات هائلة – من زيادة معدل البطالة بين الشباب إلى انتشار الفساد وضعف الحوكمة وقلة الموارد وغير ذلك. وكما في مناطق أخرى من العالم، لا يمكن حل هذه المشاكل الصعبة عن طريق الحكومات وحدها، بل لا بد من مساعدة المواطنين ومشاركتهم بصورة منسقة.

لقد أدت الحرب على غزة إلى تفاقم التحديات التي تواجه المنطقة. لقد أدى رد الحكومة الإسرائيلية غير المتناسب على هجوم حماس إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات وموجة هائلة من الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في جميع أنحاء المنطقة. لقد وسعت الحرب الفجوة في العديد من البلدان بين المواطنين وحكوماتهم – حول الحكم، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والعلاقات مع الغرب، وغير ذلك الكثير. وفي العديد من الحالات، استجابت الحكومات من خلال المزيد من إغلاق المجال السياسي والمدني.

إن تضاؤل المجال العام يضر البلدان التي تطبق هذه الإجراءات. فهو يقيد قدرة الحكومات على الاستفادة من خبرة وطاقة مواطنيها للتعامل مع التحديات المعقدة التي تواجهها. وهو أيضا يجرّم المواطنين الذين يقفون في الوسط وينبذون العنف والتطرف بجميع أشكاله. فلا يجد هؤلاء الأفراد فرصة للتعبير عن آرائهم أو إيجاد أرضية مشتركة والعمل على قضايا مشتركة مع الآخرين، أو طرح خيارات للمضي إلى مستقبل أفضل وأكثر سلاما.

تحدي المواطن

تسعى شبكة الحوار إلى إيجاد طرق مبتكرة لتقديم مجال عام بديل لمجموعات مختارة من المواطنين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال تحدي المواطن تدعم الشبكة الجهود التي يقودها المواطنون لمعالجة التحديات الملحة والفرص على المستويين الوطني والمحلي من خلال تأمين مساحات هادئة وآمنة للحوار. والهدف هو منح الفرصة للقاردة المدنيين للمشاركة في التفكير النقدي والنقاش المستمر والتفاهم حول قضايا أساسية متعلقة بالسياسات تواجه بلادهم، مع توقع أن ذلك الحوار سيساعد مع مرور الوقت على التوصل إلى استراتيجة واضحة وخطة عمل تعاونية. تؤمن شبكة الحوار بأن المبادرات التعاونية التي تنطلق من “كامل المجتمع” أو “كامل قطاع معين” أو “كامل المجتمع المحلي” تكون في العادة أكثر فعالية في مواجهة التحديات المجتمعية الصعبة، وذلك بما يتوافق مع نظرية التأثير الجماعي.

تركز شبكة الحوار جهودها على تأمين الاحتياجات – تحديد طرق لتأمين مساحات آمنة للحوار. وتحاول تخفيف العقبات السياسية والقانونية والمالية واللوجستية التي يواجهها هؤلاء المواطنون حاليا عندما يحاولون الاجتماع والحديث. حيث تدعم المجموعات المهتمة من خلال تغطية تكاليف أماكن عقد الاجتماعات والإقامة والنقل، كما تقدم المساعدة التقنية لهيكلة حوار فعال.

تستقبل شبكة الحوار طلبات الدعم من خلال عملية “طلب مقترحات” بسيطة تسمى “تحدي المواطن“. فمن خلال عملية آمنة وقصيرة لتقديم الطلبات على الإنترنت، يطلب من الأشخاص المهتمين والمؤسسات المهتمة أن يوضحوا (باللغة الإنكليزية أو العربية أو الفرنسية) أن لديهم سببا مقنعا للاجتماع، ولديهم القدرة على جمع الأشخاص المناسبين، واستراتيجية للاستفادة بفعالية من الوقت الذي يقضونه معا، وخطة تضمن أن يوصل الحوار إلى عمل تعاوني في نهاية المطاف. ويمكن أن تكون هذه الحوارات، حسب رغبة القائمين عليها، سرية أو أكثر علنية، وتضم أعضاء من الحكومة أو تقتصر على أشخاص من المجتمع المدني، وتضم أو لا تضم أشخاصا ذوي آراء متعارضة حول الموضوع المطروح للنقاش. وفي كل الأحوال يجب ان يكون المشاركون متنوعين من حيث العمر والجنس والانتماء العرقي والتخصص المهني. ويجب أن تبدأ الحوارات بمجموعات صغيرة من حيث عدد المشاركين (6-12) ثم يمكن أن تكبر بمرور الوقت. تُعقد الحوارات التي تجري ضمن شبكة الحوار ثلاث مرات في العموم  خلال عام، ويمتد كل منها ثلاثة أيام.

وستجري شبكة الحوار مقابلات هاتفية تتصف بالسرية مع المتقدمين الذين قدموا الطلبات الأكثر إقناعا للتأكد من بعض التفاصيل. وبعد ذلك تتولى لجنة من الأكاديميين وصناع السياسات السابقين وممثلي المجتمع المدني تقييم طلبات التقديم المكتملة وتختار أجدرها بالدعم.

كما تعهدت عدة منظمات مانحة باستعراض المقترحات الجيدة، بهدف دعم المشاريع التي تناسب أولويات برامجها. إن برنامج (شراكة) في وزارة الخارجية الهولندية هو إحدى الجهات الراعية المؤسسة لشبكة الحوار.